حوار مع النخبة - AN OVERVIEW

حوار مع النخبة - An Overview

حوار مع النخبة - An Overview

Blog Article




أحمد منصور: لكن الآن الظاهر في النخبة الشعبية أنها نخبة ممزقة ليس لها رؤية ضبابية تصرخ لا تقوم بدورها تجاه المجتمعات ولا تجاه الحكام، ويكفي أن أي شخص يظهر حاكم يستقطبه بوزارة بمنصب بمكافأة بمقابلة حتى أنه يقابله ويسلم عليه فيعني هناك كمية فساد هائلة موجودة في النخبة وليس هناك يعني لو نظرنا على البرومو في قناة الجزيرة اللي بيطلع جنرال تلاقي كل النخبة دي طالعة تصرخ وبتزعق ما حدش عايز يسمع الثاني وكل واحد بيصرخ في الثاني، هي دي النخبة؟

محمد سليم العوا: النخبة في اللغة هم صفوة القوم وقادتهم وخيارهم وأنا لقيت في لسان العرب أن الانتخاب لاختيار صفوة وليس لاختيار لأي أحد، قال ابن منظور "ومنه النخبة" وجاب حديث لسيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه بيقول "وخرجت مع النخبة". يعني ما خرجش مع عامة المسلمين الصغيرين اللي أسلموا امبارح اللي جايين من أوشاب القبائل، لا، خرج مع النخبة مع الكبار من المهاجرين والأنصار، وجهاء القوم. لكن المصطلح تحول مع الزمن طبعا من القادة والصفوة والخيار إلى ذوي الجاه والسلطان فبقيت النخبة هي اللي عندها فلوس بقيت النخبة هي اللي بتحكم بقيت النخبة هي اللي لها سلطة في المجتمع تأمر وتنهى فتطاع فيما تأمر فيه وتنهى، وبين مرحلتي المصطلح الأصلي والتغير المعاصر جاء لنا مرحلة في القرنين التاسع عشر وأوائل القرن العشرين كنا بنعرف الأعيان، وفي تاريخنا القديم زي ما قلنا قبل البرنامج ما يبدأ، كتاب "وفيات الأعيان" لابن خلكان، هذا الكتاب ليس فيه تراجم الأغنياء ولا تراجم الحكام، فيه تراجم للفقهاء والعلماء والقراء وحفظة القرآن والمحدثين والمفسرين بل والمشتغلين بالفنون من الرسم والموسيقا إلى آخره، دول الأعيان الذين يعرفون لذواتهم.

انحياز: تحدثت في إجابتك عن عظيم تأثرك بفيكتور هوڨو وروايته ‘أحدب نوتردام‘، هل تحدثنا عن الروائيين العرب والتونسيين الذين تظن أنّ لهم أثرًا في دفعك ناحية كتابة الرواية؟

هل من معنى لتحديد مفهومنا للكتابة وهدفنا منها، وسواءٌ كان هدفا “خلاصيا” ذاتيا أو هدفا اجتماعيا تشاركيا، ففي الحالتين، ومهما كان نوع التحديد، يساورنا الشعور الشبيه بمن يصرخ في حجرة مُقفَلة لا يرتدّ فيها إليه غير صدى صوته. ليس من المفارقة أنني شخصيا لا أكاد أجد فرقا بين تجربة الصمم التي أعانيها، والتي لا يرتد إليّ فيها من الأصوات غير صدى صوتي،  وتجربتي الروائية وتجارب الكثير من الروائيين الذين  يغمرهم ظلّ “الهامش” الثقيل… وتشدّق المركز بعنايته بهامشهم إلى حدٍ حوّله فيه إلى حديقة خلفية له، فلا تكتمل مركزيته تلك دون هامشه ذاك.    

محمد سليم العوا: ننتقل إلى الواقع، الواقع الآن أن النخبة هم الذين لهم نفوذ ودول بالذات الحكام، وأغلب هؤلاء بل كلهم في عالمنا العربي غير مختارين غير منتخبين، يعني أن الانتخاب اختيار الصفوة ومنه النخبة، ده في اللغة، تغير المفهوم ده وبقيت النخبة هي فئة تفرض نفسها على المجتمع أو تفرض عليه إما بانقلاب عسكري وإما بسطوة المال فتفرض وجودها الفكري والسياسي والسلوكي على المجتمع بحيث إن كانت فاسدة فسد المجتمع وإن كان فيها بعض الصلاح انتقل منها إلى المجتمع.

وقد كان لجل هذه العوامل الأثر السلبي على مصداقية هذه النخب؛ كما أفقدها ذلك ثقة الجماهير.

.؛ وضعف منظمات المجتمع المدني.. والإجهاض الشبه المستمر لمحاولات التحول الديموقراطي في البلاد العربية؛ الذي أدى إلى خلق نوع من الشعور بعدم الثقة في جدوى هذه المحاولات وأتاح الفرصة لمعارضي هذا التحول بإبراز مخاطره وسلبياته على هذه البلاد؛ ثم الدعم الخارجي للتحول الديموقراطي..

النظر الفاحص يقودنا إلى أن البلاد تعرضت، ولفترة طويلة، لحملات منظمة تستهدف عناصر قوتها المادية والمعنوية، حسبما يقول السفير ميشيل رامو، سفير فرنسا السابق لدى الخرطوم، في كتابه المعنون "السودان في جميع حالاته": (إن الطمع في ثرواته المعروفة من النفط واليورانيوم والنحاس والذهب هي سبب استهداف السودان، والصورة النمطية التي يشكلها الإعلام الغربي للسودان غير واقعية وغير حقيقية، والهدف منها هو خدمة المخطط الأميركي والدولي؛ لإضعاف الحكومة المركزية وصولًا لزعزعة استقرار البلاد عبر إضعافها من الأطراف).

وكان هو القادح الثاني لكتابتها بعد الاكتئاب، الاكتئاب الطويل الذي عجزت عن معرفة جذوره.

الإمارات نهيان بن مبارك: الإمارات تقود العالم في مجال البحث العلمي الطبي

   لا يقلقني كثيرا أنني غير مقروء، فنحن لسنا مجتمع قراءة. كنت خلال زمن المراهقة، بمعزل عن المتمدرسين، أكاد أمثل ظاهرة قرائية. لكن الجميع كانوا يعزون الأمر لرغبة مني في التعويض عن غياب السمع. وهكذا بفعل هذا الفهم الخاطئ لم يتَح لتجربتي في القراءة أن تتأصل وتتسع لتشمل آخرين لا يرون القراءة تعويضا عن نقص ما  بقدر ما هي مدخل ضروري وحاسم لفهم العالم وبناء الكينونة. ظللتُ على الدوام ظاهرة معزولة. وأخشى أن يكون هذا نفس مصير تجربتي الروائية. فتُفهم كذلك على أنها رجع صدى لحنين جارف لعالم ضاع واندثر، وليست قراءة جمالية للعالم وإعادة بناء له من خلال التخييل. وهذا إن كان يُعَدُّ أمرا باعثا للمتعة الشخصية، فإنّه يظلّ بلا معنى إن لم نشاركه مع الآخرين ولم نطوّره لنوصله إلى مستوى مشروع مشترَك معهم. وهنا نقف على المعضلة التي لا حلّ لها تقريبا في ظلّ سيطرة لوبيات النشر على سوق القراءة وإيصال المعلومة:  كيف سيتاح لأصواتنا أن تصل؟ كيف نغالب الشعور الدائم بانعدام القيمة؟ كيف سنقاوم شعورنا “بالانتماء الذليل لهذا البلد”؟، مثلما عبّر عن ذلك هشام جعيط.

عمق وتحليل: نحن لا نكتفي بسرد الأحداث فقط، بل نتعمق في تفاصيل رحلتك، مسلطين الضوء على التحديات التي واجهتها والنجاحات التي حققتها، مما يمنح القارئ فهمًا أعمق لقصة نجاحك.

وتتعدد السبل المؤدية إلى تعرّف على المزيد النخب السياسية وتتنوع بين الوراثة والقوة والتعيين والتزكية تارة وبين الانتخاب تارة أخرى.

ففي الوقت الذي استوعبت فيه العديد النخب السياسية في كل من إفريقيا وأمريكا اللاتينية وآسيا دروس المرحلة وحجم التحديات التي أصبحت تفرضها التحولات الدولية الراهنة؛ وانخرطت بحزم وإرادة قويتين في بلورة تصورات استراتيجية واتخاذ خطوات وإجراءات مهمة على طريق التنمية الشاملة والديموقراطية الحقيقية؛ ظلت النخب السياسية العربية بفعل التهميش الذي تعانيه؛ وبحكم الطوق المفروض على أي إصلاح أو تغيير حقيقيين؛ غائبة أو مغيبة عن واقعها؛ وهو ما توضحه الإكراهات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية المتفشية داخل مختلف الأقطار العربية؛ مما أسهم في فتح باب التهافت على المنطقة في شكل مشاريع "إصلاحية" ملغومة؛ أو في شكل تدخلات زجرية مقنعة أو مباشرة(احتلال العراق، أزمة دارفور، الأزمة السياسية في لبنان..)..

Report this page